ويروي تجربته مع الحرب. (تصوير: عاطف هوساوي)
ويروي تجربته مع الحرب. (تصوير: عاطف هوساوي)
-A +A
نعيم تميم الحكيم (مكة المكرمة)
بشخصية جادة عكست طبيعة عمله كضابط في الجيش الأحمر استقبل «عكاظ» الملازم أول تروسن خوجة حاجيوف (94) عاما المنحدر من أقليم إنديجان، الذي جاء حاجا لبيت الله الحرام لأول مرة ضمن قافلة الحجاج الأوزبك الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية.

استرسل حاجيوف بالحديث مستعرضا (7) إصابات مختلفة تعرض لها في يده ورجله وأسفل ظهره، ونجاته أكثر من مرة من الموت، بعد أن شارك في أشرس المعارك بالحرب العالمية الثانية في ستالينغراد. وتناول رحلته ومسيرته العسكرية عندما التحق في مدينة سراتيف بدورة تأهيل الضباط وفوجئ بطلب إرساله للجبهة بعد مضي ثلاثة شهور ونصف. وتولى تروسن الإشراف على جهاز رفع القنابل وعلى ثلاث رافعات للقنابل كل رافعة يعمل فيها (11) مجندا، فيما تبلغ القنبلة حينها (3.12) جرام يصل مداها لثلاثة كيلو.


بعد نجاح حاجيوف مع باقي زملائه في أسر (330) ألف ألماني في معركة ستالينغراد، كوفئ بترقيته لرتبة ملازم أول، وهو ما أنساه مواجع وآلام الإصابات المتلاحقة التي كان أشدها خلال تقدمه نحو إحدى القرى وتجاوزه النهر الذي كان يغطيه الجليد وكان الألمان يقتلون بلا هوادة أو رحمة فتدخل لإنقاذ المدنيين مع باقي أعضاء الجيش الروسي، وكلفه ذلك دخول رصاصة اخترقت أسفل الظهر بعمق (6) سم.

تروسن الضابط الجاد الذي جاء للحج بصحبة ابنه، تزوج مرة واحدة وأنجب 10 من الأولاد، وله (38) حفيدا، و(15) من أبناء الأحفاد، و(5) من أحفاد الأحفاد. ويقول إنه سيخصص دعاءه في المشاعر المقدسة لشريكة عمره التي رحلت عن الحياة عام (1995) وجميع أقاربه ممن سبقوه للدار الآخرو، ويوضح وزير الشؤون الدينية الأوزبكية الدكتور ارتق بيك يوسف لـ«عكاظ» أن تنسيقا بين المملكة وأوزبكستان انتهى باحضار (75) معمرا أوزبكيا.

وأبان يوسف أنهم راسلوا وزير الحج والدكتور محمد بنتن الذي رحب بقدوم الحجاج، وسهل جميع إجراءاتهم، ووجه بتوفير الدعم والمساندة لهم، ووضع كل الأمكانات لتسهيل حجهم.

وأفصح الوزير الأوزبكي عن أن طائرتين أقلتا الحجاج المعمرين، مع مرافق وطبيب خاص لكل معمر.

وأرجع سبب اهتمام الدولة الأوزبكية بهم كونهم يعدون من رموز الأوزبك وفخرهم، ويتم الاحتفاء بهم بشكل سنوي، ومساعدتهم ماليا وتقديم البيوت والسيارات لهم.